التحرش الجنسى

ملاحظة هذا المقال لن يقدم لك حل سحرى للقضاء على ظاهرة التحرش ولكن سوف يناقش القضية من زوايا مختلفة اكثر تعمقاً ..

القضية التى سوف نتحدث عنها اليوم قضية من العيار الثقيل التى لم ولن ينتهي الحديث عنها وهى التى أصبحت عادة و ظاهرة منتشرة ببلادنا العربية  والتي لم تقتصر فقط على النساء والفتيات فأصبحت تشمل الأطفال ايضاً وهذا ما يجعلنا نتوقف لنرى الى اى مدى تدهور الحال, فـ ظاهرة التحرش تزداد معدلاتها وجرائمها بشكل مخيف وقلة قليلة من النساء اللواتي لم يتعرضن له حتى الآن, فـ المرأة المحجبة والغير محجبة و المنتقبة والتى تلتزم بـ الزِى الاسلامى بأُفة واحدة ومصيرهم واحد من المجتمع

 

من المسؤل عن ظاهرة التحرش؟

فى هذه الفقرة سوف نطرح الكثير من التساؤلات أهمها من هو المسؤل عن التحرش وحدوثه الشاب ام الفتاة؟! وبعيداً عن الانحياز سيكون الجواب المنطقي كلاهما ولكن الشاب أكثر بكثير فـ الفتاة ترتكب خطأ واحد فقط وهو عدم الالتزام بـ زِى لائق ولكن ماذا عن الذكور و دعنا نطلق عليهم ذكور لأنهم ليسوا رجال حيث ارتكبوا العديد من الجرائم التى تتنوع ما بين التحرش اللفظى و الجنسي وقد يصل إلى الاغتصاب ولكن دعنا نتوقف مرة أخرى لنلاحظ ان زِى الفتاة ليس هو المشكلة الاساسية و لنثبت ان المتحرش ما هو الا شخص غير سوى يحتاج إلى العلاج أو العقاب فماذا عن التحرش الذى يتم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى هل تثيره الفتاة من صورة؟ أم يثيره ملابسها الغير ظاهرة من الأساس؟ ولماذا يتم التحرش بالملتزمات والمنتقبات؟ فما يثير الذكر فى ملابس غير ملفتة أو وجه مغطى بالنقاب؟  وماذا عن تواجد المتحرش هذا بالبلاد التي بها قانون صارم يدعم حقوق المرأة ويحميها من التحرش والاغتصاب هل سيقوم ايضا بالتحرش؟ أم سيكون حريص فى التعامل مع نساء تلك الدول؟ لا بد انك اقتنعت بمسئولية الذكر الاكبر عن التحرش

 

مناقشة التحرش من الناحية الدينية

ومن الناحية الدينية نجد ان الدين يدعو المرأة الى الاحتشام وارتداء ما لا يصف ولا يشف ومن ناحية اخرى يدعو الرجل بغض النظر ولكن نحن بمجتمعاتنا العربية نجد التركيز فقط على ملابس المرأة وهذا صحيح ولكن اين توصيات الرجل بغض البصر؟ فيعود كل اللوم على المرأة وعلى ملابسها اين انت ايها الذكر من غض البصر فتأتى كل الحجج عن اثارة غرائزه أهذا سبب مقنع لسرقة ما ليس من حقك ؟!

 

مناقشة التحرش من الناحية الأخلاقية

لا ننكر أن التحرش الجنسي بالماضي كان شبه منعدم وذلك لثقافة الشعوب الراقية كما ساهمت بعض الأعمال الفنية المُخلة والتى يطلق عليها البعض اعمالاً سينمائية فى تدهور الحال فأصبح جيل بأكمله مُهدد بالانحدار بالإضافة إلى الابتعاد عن الدين وما يحثنا عليه جميعها اسباب تضخم ظاهرة التحرش التي أصبحت خطر كبير يهدد جميع السيدات بمختلف الأعمار, فـ لماذا لا تُقام حملات توعية بمدى الخطورة والانهيار التي تتعرض له الفتاة والمجتمع بسبب التحرش, لماذا لا توجد رقابة حقيقية عن كل ما يُعرض بالتلفاز فأصبح كل شئ متاح مشاهدته تحت مسمى حرية التعبير وحرية الفن فـ لا بد من وقفة صارمة وحقيقية لكل من يسعى لهدم أجيال كاملة لم تعرف شئ عن الغرائز تقع أعمارهم تحت سن الخامسة عشر عام ويتحدثون عن الاثارة أتجد انه شئ منطقى؟!

 

نظرة المجتمع لجريمة التحرش

نظرة المجتمع العربى وسنتحدث عن الغالبية العظمى ينظر الى الفتاة التى تم التحرش بها انها فضيحة لا يجب أن تشكو أو تطالب بحقها قانوناً او حتى اخذ حقها بالتشاجر فلا يعتبرونها ضحية ذكر يشبه فى غرائزه الحيوانات ولا يعرف كبتها  ويعود كل اللوم على الفتاة, دعنا ننظر لماذا تتزايد حالات التحرش والاغتصاب بمجتمعاتنا العربية ولا تتواجد بهذه الكثرة بالمجتمعات الغربية؟!

هناك عاملان أكثر تأثيرا على تلك الظاهرة وهما الدين والزواج, بالمجتمعات الغربية نظرا لحريتهم الزائدة لا يحتاجوا إلى الزواج لإشباع تلك الغرائز فيعتمدوا على العلاقات غير الشرعية لإشباعها وهذا لانعدام الدين, دعنا ننظر إلى المجتمعات العربية التي تقوم بتوفير كل شيء ونقيضه وتدعو إلى هداية شبابها فـ هل من المنطق ان تطالب شباب الامة العربية بالالتزام بالشريعة الإسلامية والتحلي بالأخلاق الحميدة ولا توفر لهم مجتمعاتهم امور الزواج بسهولة حيث ارتفاع مستوى المعيشة وارتفاع مستوى البطالة بالإضافة إلى متطلبات الزواج من منزل ومفروشات إلى آخره جعلت اى شاب غير قادر على الزواج قبل سن الثلاثون اذا لم تتوالى عليه المساعدات من قِبل الاهل, وفى نفس الوقت تطالبهم بالسير على النهج الديني فكيف ذلك؟ فـ المجتمع ايضا مذنب فبدلاً من انشغال الشباب فى الوصول الى اقصى درجات النجاح والسعي للتوسع فى الثقافات والحضارات اصبح هدفهم الاكبر والاخير كيفية اشباع حاجتهم الجنسية والتى فى الغالب تقع ضحيته المرأة بالمجتمع العربي..

 

عقوبة التحرش

عقوبة التحرش بالقانون المصرى

هل عقوبة التحرش الجنسي بالقانون المصرى كافى لانعدام ظاهرة التحرش؟!

هل يُعقل أن تصل عقوبة السرقة بالإكراه الى 15 عام وان تكون عقوبة التحرش اقصاها 3 أعوام والاثنين سرقة, فـ التحرش سرقة امان وسرقة طمأنينة وشرف بالإكراه والأخرى سرقة شئ مادى فأيهما يستحق أقصى عقوبة ؟! وهل تمثل عقوبة الثلاث سنوات قانون رادع لمنع ظاهرة التحرش من كافة مجتمعاتنا وهذا اذا تم تطبيقها من الأساس, لا شك أن إعادة النظر فى القانون المصرى وكافة القوانين بمجتمعاتنا العربية شئ ضرورى لكى لا تشعر المرأة بحقها مهدور وأنها مجرد سلعة يمكن التصرف بها دون وجه حق ودون إجراء عقوبات صارمة

عزيزى الرجل عليك معرفة ان اشباع غرائزك على حساب ضحية مؤنثة لا يجعل هناك فارق بينك وبين التصرف الحيوانى الـ بلا عقل, عزيزتى الفتاة يجب ان لا تخشى من الشكوى من الصراخ من المطالبة بحقك واليقين بأنك ضحية وهذا لا يقلل من شأنك بل يجعلك انثى قوية قادرة على الدفاع عن نفسها وجسدها, لا تعطى لمن يضعفوا عزيمتك عن الشكوى أهمية, ولا تنس ان اهدارك لحقك ستجعل قضية التحرش مستمرة وستمُرِ بها مرة ثانية بالاضافة إلى دخول ضحايا جديدة داخل تعداد نسب التحرش.. فلا تنس انكِ قوية..